“Swiped” (2025)
دراما سيرة ذاتية عن امرأة غيرت قواعد اللعبة
يأتي فيلم “Swiped” لعام 2025 كواحد من أكثر الأعمال السينمائية إثارة للجدل والاهتمام هذا العام، حيث يتناول قصة حقيقية ألهمت كثيرين، وهي قصة ويتني وولف هيرد، المؤسسة المشاركة لتطبيق Tinder ومؤسسة تطبيق المواعدة الشهير Bumble.
قصة الفيلم
يروي الفيلم رحلة ويتني وولف هيرد، الشابة الذكية الطموحة، التي دخلت عالم التكنولوجيا في وادي السيليكون وهي لا تزال في بداية العشرينيات من عمرها. بعد مشاركتها في تأسيس تطبيق Tinder، تصطدم ويتني بثقافة عمل يسيطر عليها الذكور، وتواجه تحيزًا وتمييزًا وصل إلى حد المعارك القانونية. نتيجة لذلك، تجد نفسها تقف عند مفترق طرق: إما أن تنسحب وتختفي عن الساحة، أو تعيد تشكيلها بالكامل.
تختار ويتني المسار الثاني، وتقوم بإطلاق Bumble، وهو تطبيق مواعدة يمنح النساء زمام المبادرة في التواصل، في خطوة اعتبرها البعض ثورية في عالم التطبيقات والعلاقات الحديثة. الفيلم يستعرض التحديات النفسية، والاجتماعية، والمهنية التي واجهتها في رحلتها.
الأداء التمثيلي والإخراج
تؤدي دور ويتني الممثلة البريطانية ليلي جيمس، والتي قدمت أداءً قوياً ومعبرًا، أظهر الحساسية والصراع الداخلي لشخصية حقيقية عاشت كثيرًا من التناقضات. يشاركها البطولة كل من دان ستيفنز، ميهالا هيرولد، وبين شنايتزر في أدوار رئيسية دعمت القصة بشكل متوازن.
أخرجت الفيلم رايتشل لي غولدنبرغ، وقد نجحت في تقديم عمل يحمل الطابع النسوي دون أن يكون خطابيًا بشكل مفرط، مع لمسات بصرية وأسلوب سردي يُوازن بين الدراما والواقعية.
الرسائل الرئيسية
“Swiped” لا يتحدث فقط عن صناعة التطبيقات أو المواعدة، بل يتناول قضايا أوسع مثل التمييز الجندري، وصراعات المرأة في بيئة عمل غير مرحبة، وكيف يمكن لفكرة بسيطة أن تصبح ثورة تقنية واجتماعية. كما يُبرز أهمية الصوت النسائي في أماكن كانت تهيمن عليها تقليديًا السلطة الذكورية.
ردود الفعل والتقييمات
تفاوتت آراء النقاد حول الفيلم؛ فبينما امتدح البعض جرأته وتناوله لقصة مهمة في العصر الرقمي، رأى آخرون أن الفيلم لم يغُص بعمق كافٍ في بعض القضايا القانونية والشخصية التي أحاطت بقصة ويتني. ومع ذلك، فإن الغالبية أجمعت على قوة الأداء التمثيلي وتوازن الإخراج.
الخلاصة
يقدم “Swiped” صورة ملهمة لرحلة صعبة في عالم الأعمال والتكنولوجيا، من خلال عدسة نسوية معاصرة. هو فيلم عن المواجهة، عن التحدي، وعن القدرة على تحويل الألم إلى أداة للتغيير. ورغم بعض التحفظات النقدية، يظل الفيلم تجربة سينمائية تستحق المشاهدة، خاصة لمن يهتمون بقصص النجاح الواقعية وتمكين المرأة.