فيلم درويش
يُعد فيلم «درويش» واحدًا من أبرز الإنتاجات السينمائية المصرية لعام 2025، حيث قدّم مزيجًا بين الأكشن والدراما والكوميديا داخل إطار تاريخي يدور في الأربعينات. الفيلم من بطولة عمرو يوسف ودينا الشربيني، وإخراج وليد الحلفاوي، ويتميّز بطابع بصري غني وتجربة سردية مختلفة عن المألوف في السينما العربية.
ملخص القصة
تدور أحداث الفيلم حول شخصية “درويش”، وهو محتال محترف يعيش على الخداع والتهرّب من المواقف الخطرة بذكائه وسرعة بديهته. يشارك درويش في خطة سرقة جوهرة ثمينة تخص مسؤولًا أجنبيًا، لكن يواجه خيانة غير متوقعة من شركائه، فيجد نفسه متهمًا بقتل ضابط بريطاني. هذا الاتهام يقلب حياته رأسًا على عقب، ويجعله مطاردًا من الاحتلال الإنجليزي ومن العصابة التي حاولت استغلاله.
مع تصاعد الأحداث، يدخل درويش عالم المقاومة المصرية، حيث يجد نفسه متورطًا في مهمة وطنية لم يكن يتوقع أن يقوم بها. ومن خلال هذا الانخراط القسري، يبدأ في تغيير نظرته لنفسه وللعالم من حوله، ويتحوّل تدريجيًا من شخص يسعى للنجاة فقط إلى شخصية أقرب إلى “البطل الشعبي”.
الشخصيات الرئيسـية
درويش (عمرو يوسف): شخصية مركبة تجمع بين الخفة والذكاء والشجاعة غير المتوقعة.
زبيدة (دينا الشربيني): امرأة قوية وذكية، تلعب دورًا محوريًا في تحريك مسار الأحداث، وتشكّل نقطة تحول في حياة درويش.
كاريمان وتارا عماد وبقية الأبطال: يقدمون دعمًا دراميًا جيدًا، ويكملون العالم القصصي للفيلم.
الجانب الفني والبصري
اهتم صناع الفيلم بتقديم صورة واقعية لحقبة الأربعينات؛ فالديكورات والملابس القديمة والإضاءة المائلة للدفء خلقت أجواء زمنية دقيقة. تظهر الشوارع الضيقة والقاعات الفخمة والمقاهي القديمة بشكل يشبه الصور الفوتوغرافية التاريخية.
كما اعتمد الإخراج على لقطات واسعة أثناء مشاهد المطاردات، مما زاد من حيوية الأكشن وقدّم رؤية بصرية جذابة. الموسيقى التصويرية جاءت قوية وترافق معظم المشاهد، مما يضيف طاقة للحبكة حتى وإن كانت أحيانًا أكثر من اللازم.
الأداء التمثيلي
يقدّم عمرو يوسف أداءً متقنًا يجمع بين الكوميديا والحركة، بينما تظهر دينا الشربيني بثقة في شخصية تجمع بين الجاذبية والدهاء. أما الأدوار الداعمة فقدمت عمقًا إضافيًا، خاصة الشخصيات المرتبطة بالمقاومة.
الثيمات والرسائل
يركّز الفيلم على فكرة التحوّل الإنساني: كيف يستطيع شخص يملك ماضٍ رمادي أن يجد داخله الشجاعة والمسؤولية عندما يواجه قضايا أكبر من مصلحته الشخصية. كما يعالج الفيلم موضوع الاحتلال الإنجليزي، لكنه يعرضه بأسلوب غير مباشر، يجعل الجانب الوطني جزءًا من دراما إنسانية بدلًا من كونه خطابًا سياسيًا مباشرًا.
خاتمة
يُعد فيلم «درويش» تجربة مختلفة في السينما المصرية، إذ يمزج بين المتعة البصرية والسرد المتقن والتشويق التاريخي. ورغم بعض الملاحظات على تداخل الأنواع الدرامية، فإن الفيلم يقدّم رحلة غنية لشخصية غير تقليدية، ويبرز قدرة السينما المحلية على إنتاج أعمال ضخمة تحمل روحًا مصرية أصيلة.